U3F1ZWV6ZTM4NDQ1NjEzNzA0NzE5X0ZyZWUyNDI1NDgxNzU1MDI3MA==

المتابعون

60. شاعر الغزل ( عمر بن أبي ربيعة ) . . الأستاذ العقاد

الحجم


أحب الأستاذ العقاد كثيرًا جدًا ، أحببته صغيرًا ونما حبه في قلبي ، لا أدري هل أحببته لأني لم أفهم ما يكتب جيدًا أو لم أفهمه أصلًا ، قرأت العبقريات صغيرًا فلم أفهم ما يقول ، لا أدري ماذا يريد هذا الرجل أن يخبرنا به في نهاية الأمر ، أخذت الأمر ولا أدري هل هو ما أراده أم لا ، فهمت أنهم عباقرة ، فهمت أن النبي عبقري ، ولم أفهم من الكتاب وقتها غير ذلك وزاد حبه في قلبي لأني لم أفهمه ، لأني أحب هذا الشعور ، أحب أن أجاهد في الفهم ، أن أقرأ الكتاب فيرفضني وأرفضه فأعود إليه بعد فترة طويلة وقد فُكت عباراته وسهلت كلماته وذللت طرقه وأفكاره بالشكل الذي يمكنني من القراءة فيه ، ومن هنا أحبب أنيس منصور لأنه تلميذه الذي تكبر أو كبر عليه ولا بأس في ذلك فكل تلميذ لم يكبر على أستاذه من هذه الناحية فلا يعول عليه . 

عرفت بعد ذلك أن الجماعة يكرهون الأستاذ العقاد ، ويشنعون عليه ، سمعت أحدهم يقسم أن العقاد يشرع في صالونه يوم الجمعة ساعة الصلاة ، ورأيت تلاميذه يكذبون ما قيل ، ورأيت محترمين كثر ينقلون عن هذا الرجل المفتري قوله بأن العقاد يعقد صالوناته ساعة الصلاة ، ثم  علمت أنهم يكرهون كتاباته ، لأن العقاد لم يكتب وإنما استكتب ليصنع دينًا عكس الدين ، ولأن العقاد كانت نظرته مادية محضة أراد أن يخلع عن النبي كل الأوصاف الإلهية ليجعله عبقريًا نبت من الأمر وأنا أشك في ذلك ، ولا شيء أدعى هاهنا من الحديث عن الحب والكره . 

فكما أن حبك للشيء يعمي ويصم ، فإن بغضك للشيء يعمي ويصم أيضًا أو كما قال أنيس منصور من يحب كمن لا يكره كلاهما لا يرى بوضوح . 

في كتاب اليوم يتحدث الأستاذ العقاد عن شاعر الغزل عمر بن أبي ربيعة ، يعلمنا في البداية نشأته وحياته ، من هي أمه ومن هو أبيه ، ثم يحدثك عن العصر الذي وجد فيه لكي تفهم الأحوال التي أحاطت به وتفهم لماذا الغزل خصوصًا ، ثم يفصل في الحديث عن طبيعة غزله وصناعته وأسلوبه الفني وصدق شعوره وينهي الحديث ببعض أشعاره ولا يودعنا . 

الكتاب جيد في مجمله ولكنه غير واضح المعالم في بعض الحالات وهذا ليس غريبًا ولكن الطبعة سيئة جدًا ، قرأته بطبعة دار المعارف وأردت تمزيقها لولا رائحتها العطرة ، ورأيت الكتاب منشورًا في هنداوي ولكني أبغض طبعاتهم فقررت أن أقرأها بهذه النسخة السيئة ، لا يوجد فهرس في الكتاب سواء في النسخة القديمة أو الحديثة . . 

الكتاب جيد وهو مدخل لشعر عمر الذي أود دراسته وربما يكون الكتاب يستحق أن يقرأ مرة أخرى في نهاية المطاف ولكن لن يحدث هذا قبل الانتهاء من قراءة الديوان ، وسماع دورة واحدة على الأقل في شرح شعره . 

رحم الله الأستاذ العقاد ومتعنا ببعض فهمه ، ورحم الله عمر بن أبي ربيعة . 
تعليقات
ليست هناك تعليقات
إرسال تعليق

إرسال تعليق

الاسمبريد إلكترونيرسالة