من أكبر الأزمات المثبطة للفرد واللي بتدفعه لعدم الإنجاز هي فكرة " المقارنات "
الإنسان عمومًأ بيبقى عاوز يشوف نفسه أفضل حاجة ممكنة ، ولكـن لإن ده في الغالب مش بيكون سهل ، والنجاح اللي الإنسان عاوز يحققه ده محتاج منه جهد كبير جدًا ، بتلاقي في درجات كتير من البشر واقفين على السلم . .
في واحد خد خطوة واحدة وتوقف ، في واحد واقف قبل السلم وعمال يفكر إيه اللي المفروض يعمله ، في واحد عرف اللي المفروض يعمله بس معندوش القوة الكافية أو الاهتمام الكافي إنه يعمله ، في واحد قطع نص الطريقوواحد واقف على السلم فوق بيحاول يثبت بقدر المستطاع . .
والطبيعي إن يكون فيه كل الإختلاف ده ، ومع صعوبة الطلوع بعض الناس بتلجأ لفكرة أحسن وهي الانشغال بكل شيء في الطريق على إنها تاخد خطوة لقدام
وهنا يتضح جدًا قوله صلى الله عليه وسلم " يبصر أحدكم القذى في عين أخيه وينسى الجذع في عينه " فتلاقي الشخص بيبدأ يلتفت للي حواليه ويطلع عيوب ، ده بيعمل كذا صح ، وده بيعمل كذا غلط ، وينشغل بيهم انشغال كامل . .
الإنسان كل ما فقد ثقته بنفسه كل ما كان أعنف في تأكيده على إنه كويس لدرجة مبتذلة ، فهو عاوز يثبت لنفسه إنه كويس عن طريق إنه يخلي الناس التانية أقل منه بكتير وهنا يبقى أفضل نفسياً . .
المشكلة على ما الإنسان بيدرك ده بياخد وقت ، وإن الإنسان يعترف بغلطه ده شيء مش سهل وبالتالي بيحاول إنه يعيش في الوهم أكبر فترة ممكنة وبالتالي مبيكونش عنده الدافعية أصلًا إنه يكون أفضل وهنا بيوصل لسكة مسدودة مؤداها إنه هيظل فاكر نفسه أفضل من كتير جدًا من الناس وده مش حقيقي . .
أو إنه يروح للإتجاه التاني إنه هو وحش فعلًا ويكره الناس برضه .. ودي السيناريوهات الأسوأ .
الإنسان عمومًا كل ما كان شبعان ، ومبسوط ، وقوي ، كل ما يبقى منفتح أكثر ، كل ما يبقى حابب الناس كلها تنجح أكثر ، على عكس الإنسان الفاقد للثقة في نفسه فبتلاقيه دايمًا خايف ، خايف إنه يطلع قدام الناس مش مبهر بالشكل الكافي ، خايف إن في حد ييجي يسرق منه الجو ، خايف إنه يبان أقل من أي حد ، على العكس تمامًا الإنسان القنوع الواثق في نفسه وماشي في طريقه اللي هيحب إنه يكون محاط بناس ناجحة واللي هيفهم إنه مش معنى إني عاوز أبقى حلو أخد الطريق السهل وأخلي الناس كلها وحشة ، إنما هو الجمال الفعلي إنك فعلًأ تحافظ بقدر المستطاع على نقاء قلبك وأنت في الطريق وتخسر مرة وتكسب مرة بس بشرف فضلًا عن الحسد وتكوين الأحقاد .
كمان اتجاهات الناس مختلفة جدًا ، يعني في حد مهتم بالدراسة وعاوز يجيب تقدير و و ، في واحد تاني مش فارق معاه ده ، في واحد داخل الكلية وشايف إنها مش هتضيفله وشايف شغله بره ، وفي واحد داخل شايفها كل حاجة بالنسباله . .
مقارنة حالك بحال الناس شيء مش صحي ودافع للخلف ، إلا لو كان الهدف إنك تحمد ربنا وتشكره الأول وبعدين تحاول تبقى أفضل ، لكـن إنك تفضل طول الوقت باصص في طبق اللي جمبك ده مش سليم . .
مولانا بيقول في أناشيد الإثم والبراءة
“لو دخل كل منا قلب الأخر لأشفق عليه ولرأى عدل الموازين الباطنيه برغم اختلال الموازين الظاهريه ولما شعر بحسد ولا بحقد ولا بزهو ولا بغرور”
“لو دخل كل منا قلب الأخر لأشفق عليه ولرأى عدل الموازين الباطنيه برغم اختلال الموازين الظاهريه ولما شعر بحسد ولا بحقد ولا بزهو ولا بغرور”
ركز في طريقك ، الالتفات مش هيزيدك ، ونجاح الناس مش هيضرك ، وفشلهم مش هيخليك أحسـن .

إرسال تعليق