U3F1ZWV6ZTM4NDQ1NjEzNzA0NzE5X0ZyZWUyNDI1NDgxNzU1MDI3MA==

المتابعون

37. ظاهرة تبسيط العلم بين العلم والمتعة . . الدحيح .

#ظاهرة_تبسيط_العلم_بين_العلم_والمتعة

الصفحات أو الأشخاص اللي بينشروا فيديوهات عن الأكل نوعين . . 
نوع بيبهرك ويخليك جعان وعاوز تاكل حالاً ، أو بيخليك منبهر بالأداء بصرياً وعاوز تاكل برضه ،

ونوع تاني بيقدملك وصفات وطرق وإزاي تتعلم تطبخ وما إلى ذلك . .

لا شك إن النوع الأول هو النوع الأكثر شيوعاً وانتشاراً أو الأكثر مشاهدة من قبل الناس ، لإن مبهر في الأداء والتصوير وشكل المنتج نفسه جذاب بل جذاب جدًا لدرجة إنك لو حتى لسه حالاً واكل أنت برضه هتبقى جعان ( وده ملوش علاقة إنك بتاكل 42 مرة أصلاً ، ولا له علاقة بإنك هتبدأ ريجيم يوم السبت 30 فبراير )
على العكس بقى النوع اللي فيه استفادة حقيقية مشاهداته في الغالب هتبقى أقل من الصناعة التسويقية الناجحة اللي هتجبرك تتفرج وتتمتع بمنظر الأكل .

نفس الكلام بالضبط بالضبط ينطبق على العلم . .
العلم فيه نفس النوعين . .
النوع الأول اللي بيقدملك المعلومة المثيرة في عدد دقائق محدود ، المحتوى اللي يجو فايرال فعلاً ويبقى تريند هو ده اللي قايم عليه النوع ده ، وهو أهم ما في العملية دي ، أهم من التصوير الاحترافي والمونتاج الجيد والتدقيق في المصادر أهم من أي شئ هو إن المعلومة تكون بالقدر المثير اللي يخلي مدة احتفاظك بالجمهور كبيرة بقدر ما.

على العكس النوع التاني اللي هو العلم نفسه
هتلاقي الناس اللي مهتمة بيه فعلاً قليلين أو قليليين جدًا ، وهتلاقي كتير حاسس بضغط على أعصابه علشان يقوم يسمع محاضرة أو يشوف مقال أو أو . .

دايماً كنت ببقى محتار لما أشوف ناس قريبين مني بيقرأوا روايات مثلاً
بس روايات سيئة جدًا بعامية مبتذلة جدًا ، وحوارات أشبه بحوارات الحواري وحاجة قمة في السوء يعني لأي حد قرأ سطرين لغة عربية في كتاب إبتدائي ولكـن كان في شئ مثير جدًا بالنسبالي في ده وهو عدد الصفحات . .
أحيانا الروايات المبتذلة دي بتوصل صفحاتها إلى 3000 صفحة ، 3000 صفحة دول الواحد لو قرأهم في كتاب ممكن يبقى حط رجله على طبقة عالية في القراءة وطلب العلم خصوصاً ولكـن لما حاولت أخليهم يقرأوا رواية حقيقية 100 صفحة بس فشلوا في ده جدًأ لإن الرواية التانية محتاجة مجهود شويتين ، محتاج مجهود شوية في اللغة ، ومحتاجة مجهود شوية في الفهم بعد التعود على الذوق الفاسد ومحتاجة شوية مجهود في فهم الرمزيات وما إلى ذلك . .

وده طبعًا وإن كان في البداية يبان شئ غريب إلا إنه في الحقيقة منطقي جدًا ومبرر جدًا ، لإنه الناس برضه مش عاوزه ذوق جيد ، ومش عاوزة تعب ، وبيحكمها قانون الاقتصاد بشكل كبير جدًا ، أشوف فيديو أفضل م أسمع ، وأسمع أفضل من القراءة ، واقرا حاجة مبتذلة أفضل من حاجة ليها قيمة بس متعبة .. الإنسان بيميل إنه يريح نفسه .

ولذلك في ظاهرة البوب ساينس بعض الناس متحمسة لده في مجتمعنا وبتقول إنه والله البوب ساينس ده بعد شوية هيجيب ساينس ، وأنا ضد الفكرة دي ، ولا أظن إن ده هيتحقق ولا أظن إن كون الدحيح ، أو إيجيكولوجي أو إيمان بيجيبوا مشاهدات قد تتخطى أحياناً 6 و 7 مليون إن ده معناه إنه العلم بينتشر ، أو إن ده بيساهم في نشر العلم أكثر وأكثر ، الحقيقة هو مهما حصل سيظل المحتوى ده محتوى ترفيهي والملايين في المشاهدات لا تعني أي ِشئ إلا إن الناس استمتعت ولا علاقة لده بنشر العلم أو الناس بقت قدرتها أفضل على التعلم . . ولذلك هي حاجات لطيفة لا تخرج من كونها ترفيهية مهما حدث . .

ولذلك محتوى الحلقات دي مصيره النسيان برضه كالعادة ، إنما العلم الحقيقي فهو بيظل مدفون عند العلماء اللي بيشتكوا من قلة الطلبة ، وضعف مجهود الطلبة المهتمين .

وده مرتبط بشكل رئيس بفكرة العوام ، إن العامي ده مش مطلوب منه أي حاجة ، مطلوب منه يعرف أساسيات ويتوكل على الله ، وطول م المفهوم ده موجود ، وبعض الناس معفية من العلم ، والناس بتركز على الإثارة أكثر من الإفادة ، والخبطة الصحفية أكثر من العلم الحقيقي المتدرج طول مهيفضل العلم في برج عاجي بعيد تماماً عن الناس في الشارع ومشاكلهم . .
تعليقات
ليست هناك تعليقات
إرسال تعليق

إرسال تعليق

الاسمبريد إلكترونيرسالة