حكايات حارتنا.. متتاليات سردية مدهشة في حارة محفوظ

في الفيديو الأخيـر لـ م. أحمد أبو زيد " دروس أونلاين " بيتكلم البشمهندس على إيه اللي المفروض الطالب يعمله في الأجازة ، وكان ملخص الفيديو إنه المفروض في الفترة دي إن الإنسان " ينام كويس ، يستمتع ، يرلاكس " . . والكلام ده فيه مشكلة .

في كل دورة من دورات أستاذي كان بيأكد على أهمية العلم والوعي ، والوعي هو مش بس مقصود بيه مجرد المعرفة إنما هو " معرفة يصاحبها إرادة للتغيير " ولذلك كان جزء أساسي إنه يتكلم على مدار أكثر من 7 سنوات على إيه العلاقة بين الفكر والسلوك .

العلاقة بين الفكر والسلوك علاقة مركبة خلاصتها إن تغيير الفكر وحده " عالم الأفكار " هو عامل أساسي وحاسم في تغيير السلوك ، ومن الحاجات اللي مهم جدًا تغيير الوجهة فيها هي فكرة " الأجازة " .

وخلونا نبدأ بالتوصيف كالعادة .

حياة الإنسان من بداية طريقه الدراسي وحتى نهاية حياته الجامعية بتتقسم لجزئين :
- إما إنك دلوقتي في وقت الدراسة = وقت المذاكرة والدروس والكلية أو المدرسة .
والمفروض إن المرحلة دي مرحلة تعب وإجهاد وما إلى ذلك .

- المرحلة التانية هي مرحلة الأجازة وفي المرحلة دي المفروض إنه الإنسان بيسترد عافيته علشان يقدر يرجع للشغل أو الدراسة بشكل كويس .

الكلام ده نظريًا كلام جيد جدًا لكـنه عمليًا وخلونا نقولها بالعربي مش بالإنجليزي " هراء "

لأن الطبيعي - والطبيعي لا ينطبق على كل الناس ولا أقلهم بل أغلبهم - إنه الناس في الدراسة مش بتذاكر ، الناس في الدراسة بتعمل كل حاجة تقريبًا إلا المذاكرة . .
إنما المذاكرة بتيجي في الفترة الأخيرة فقط من الدراسة ، والفترة الأخيرة دي بتختلف من واحد للتاني ، ومن كلية للتانية . . 

يعني الكليات العملية مثلًا وخصوصًا لو كريدت قدر الامتحانات بيكون كبير وعلى مدار السنة بس امتحانات صغيرة وبتاع ولكنها مالية الدنيا ، وفي باقي الكليات الأمور بتبقى أخف والامتحانات بتبقى أهم في الآخر بس على اعتبار إن الناس بتذاكر في الميدتيرم قبلها بأيام .

والفترة الأخيرة دي زي ما قولت ممكن تبقى الشهر الأخير ، الأسبوع الأخير ، أيام الامتحانات ، ليلة الامتحان ، وكنت فاكر أنا إن دي آخر حاجة ممكنة لحد م اكتشفت إن في صديق بيذاكر الفهرس بتاع الكتاب في المواصلات وهو رايح الامتحان وبينجح الحمد لله وبيطلع يقول ياه احنا تعبنا في المادة دي وربنا هينصرنا .

أما المرحلة التانية وهي الأجازة فالمفروض إن دي مرحلة فسحة يعني وبتاع إلا إنها في الغالب بتبقى فسحة على السرير ، مع قدر كبير جدًا من الملل والزهق والاسكرول داون على الفيس بوك وتويتر وأسك وغيره .

في ظل الواقع ده لما اجي أقول للناس عمومًا " استمتعوا ، ناموا كويس ، ريلاكسوا " دي تبقى مشكلة .

أنا شخصيًا عمري ما كان عندي فاصل ما بين الدراسة والأجازة ، عمري ما قدرت أمسك الفرق أو الخيط اللي يقولي اللي بيحصل هنا كذا وهنا كذا إنما الموضوع كله كان متصل على بعضه ، في الدراسة بذاكر وناصب مكان المذاكرة ، وفي الأجازة والله ما في يوم بيتفك فيه مكان المذاكرة ويبقى كده الأجازة جات " آه المكان ممكن يتفك " الفكرة كلها في إني بذاكر إيه أو بقرأ إيه أو بشوف إيه لمدة قد إيه إنما مفيش حاجة اسمها الفترة دي فترة راحة من كل شيء .

النظام الأمثل للشباب في الفترة دي هي اعتبار اليوم وحدة مستقلة يمكن أن يفعل فيها كل شيء ، يعني اليوم الواحد أنا باخد فيه أجازة وممكن تشوف حد من أصحابك ، تروح جيم ، تشوف فيلم حلو ، تنزل سينما ، تتعلم إنجليزي أو ما شابه ، وكذلك في نفس اليوم تقدر تذاكر صفحتين من خطتك الذاتية في التعلم ( لو معندكش مهم إنك يبقى عندك ) ، وتقدر تشوف أنت أخدت إيه في الجامعة تطلع عليه وتاخد عليه ملاحظات لحد ما تيجي تذاكره .

" اليوم قابل إنه يتعمل فيه كل حاجة " .

تقليل فترات النوم لأقل حد صحي ممكن شيء مهم إنك تقدر تعمله في الغالب ، وتقدر تزيد فترة نومك في اليوم الأخير من الأسبوع وفقط وإن كان تعودك هيخليك متأقلم بشكل ما مع النوم بتاعك ( أقل حد صحي ممكن ) .

طيب في الأجازة ؟ 

في الأجازة هتبقى تخلصت من الهم بتاع إنك بتدرس كلام فارغ ، وبتضيع حياتك في الهوا فإنك مضطر تحفظ حاجات ملهاش قيمة ف فترة الأجازة بتبقى ميزتها إنك أنت ملك نفسك ، عاوز تتعلم في مجالك إن شاء الله تكون عاوز تتخصص في 200 طريقة عمل للكفتة هتلاقي مصادر مش محدودة وعالمية ومن أفضل الناس في مجالاتهم تفيدك ، عاوز تتعلم لغة تانية ، تدرس حاجة تفيدك ، تتعلم أساسيات تفكير ، تزود مهاراتك كل ده ممكن .

إنما فكرة 3 شهور مذاكرة 3 شهور أنتخة ، وفترة المذاكرة هي أصلًا أنتخة ده شيء عجيب جدًا والمفروض إننا خلاص نقضي على الأفكار المميتة دي .

ف الكلام بتاع الفاضل أحمد أبو زيد كلام غير صحيح بل مميت . 

كل شيء يمكن إنه يتعمل مع بعضه بدون ما يكون في مفهوم اسمه الأجازة

هنهي كلامي بكلام أستاذي
" "مفهوم الإجازة ده مفهوم سيء جدًا.. 

يعني وقت من الزمان بدون تكليف، والإنسان لا يخلو أن يكون مُكَلَّف..
علِّموا عيالكم إن مفيش حاجة اسمها إجازة

هو رايح يطلب علم ، بعد كده هيطلبه بطريقة أخرى 

لما تيجي أجازة الحكومة أنتو تخلوه يعمل حاجة تانية 

هو أصلًا وهو بيتعلم بيرفه عن نفسه "