8.كل ما تحتاجه في دورات م. أيمن عبدالرحيم ( تفريغات - لينكات - ترشيحات - تكليفات - مراجعات كل الدورات )

كتاب : مانيفستو نسوي بخمسة عشر مقترحًا
الكاتب : تشيماماندا نغوزي أديتشي
المترجم : لميس بن حافظ
الناشر : روايات ، مجموعة كلمات
تصنيف الكتاب : تربية - نسوية 
التقييم : 4 نجوم
============
الكتاب الثاني لـ " تشيماماندا " ويبدو أنه لن يكون الأخير 

الكتاب عبارة عن رسالة " طويلة " بعض الشيء من الكاتبة إلى صديقتها التي طلبت منها أن تساعدها في كيف تربي ابنتها وما كان من المؤلفة التي أفزعها الأمر في البداية إلا أن استجمعت قوتها لتكتب لها هذه الرسالة الطويلة ، وإن كانت هذه الرسالة من المهم أن تربي البنت على كيف تكون " نسوية " ولكنها في نهاية المطاف تصلح للكثيرين .

الرسالة هي رسالة عظيمة في التربية ولولا أني اختلفت مع المؤلفة في موضوع الملابس والجنس لما ترددت في أن أعطيها النجوم الخمسة كما أعطيتها في الكتاب السابق .

أعلم الازمة التي تقع فيها النسوية عمومًا ومدى كون المصطلح مشبوهًا عند كثير من الناس ولكـن لا بأس من مواجهة التريندات ولو قليلاً ، الكتاب من حيث الأفكار لا يتنافى مع أي شيء ، لا يتنافى مع العقل والمنطق ،ولا يتنافى من وجهتى مع الدين أي دين .

الكتاب عبارة عن 15 مقترحًا نذكر منها مثلًا . .
أن الأعمال المنزلية ليست مختصة بالنساء وفقط ، وهذا أمر بدهي من المفترض أن يعلمه الجميع أو كما تعبر هي في سخرية أن الطبخ ليس محفورًا في مهبل المرأة وهذا صحيح .

كذلك القيام بالواجبات المنزلية كالاعتناء بالأطفال ليس ذلك مهمة النساء وفقط ، وليس الأب هو فقط دوره أن يأتي بالطعام ، ولا ينبغي أن تكون الأم تعمل ثم تقوم بالأعمال المنزلية بينما الأب يعمل وفقط ، كذلك فإن العمل بالنسبة للمرأة هو أساسها ليس هناك من شيء يقول أن المرأة يجب عليها أن تعمل إذا احتاجت الأسرة فقط إلى دخل إضافي ، فإن المرأة تعمل لأنها تتعلم لا أكثر من ذلك ، ومساعدة الرجل في الأعمال المنزلية ليست من قبيل التفضل إنما هو أمر عادي جدًا واجب عليه كما واجب عليها ، وهو شيء لا ينبغي أن نشكره عليه كما لا يجب علينا أن نشكر المرأة .

بعض النسويات يحاولن جعل العلاقة بين الرجل والمرأة علاقة قضائية من نوع ما ، أنت يجب عليك أن تفعل كذا ، وإذا لم تفعل كذا لن أفعل أنا كذا ، شيء شبيه بالخناقات التي يزدحم بها هذا الفضاء المريض من نوع " مين يعمل لمين الشاي " والكاتبة هنا لا تتحدث عن ذلك إنما هي على العكس تخبرك أن الفكرة كلها أن يُفعل ذلك عن حب وود وتعاطف بين الزوجين ، وأن يعلم الزوج إن كانت زوجته هي التي تقوم بذلك أن ذلك تفضل منها ولكنها ليس عليها أن تقوم بكل شيء .

وقد عاصرت بنفسي كثيراً من المشاكل الزوجية التي كان سببها الأول أن الرجل قد عاش حياته لعشر سنين وأكثر يعلم أن زوجته تقوم بكل شيء ، وهو فقط عليه أن يأتي بالأموال ، وقد كان هذا نفسه سبباً في الطلاق بعد سنين كثيرة لا لشيء إلا أن تلك المرأة التي يًظن بها أنها ابنة أودين وأنها تمتلك قوة خارقة قد أضحت ضعيفة الآن وخارت قوتها وعندما تطلب من الرجل أن يتحمل هو فيخبرها أن هذا ليس دوره وتشعر حينها أن عمرها الذي قضته كله قد ذهب سدى وهنا يأتي الفتور أو الطلاق وفي كلا الحالتين تتضرر الأسرة وتندب المرأة حظها ولكن بعد فوات الأوان .

أشياء كثيرة لو تعلمناها وعلمناها لأطفالنا لصارت الأمور أفضل ، ولقلت نسب الطلاق هذه ، وأضحت الأمور أكثر إنسانية ولكن الجهل عام وشؤم المصطلح يغني عن السؤال عنه ، وأكبر عدو للمرأة هي المرأة نفسها .

الكتاب يستحق وقتًا أطول، ولي عودة مع هذه النيجيرية الجميلة .