في فكرة غريبة جدًا متعلقة بالإنجاز بيتبناها كثير من الأفاضل مؤخرًا وهي فكرة " متعملش خطة ، اعمل أي حاجة تقدر عليها وخلاص وبلاش منه جو الخطط ده خالص ".
الفكرة دي بتنطلق من مبدأ ثابت وحقيقة راسخة وهي إنه تقريبًا معظم الناس في مراحل حياتها المختلفة بتحط خطط لنفسها ومبتنفذش منها ولا شيء يمكن يكون آخرها إنها تحط الخطة فقط وبعد كده تنسى وتتجاهل الموضوع تمامًا ، وده مش بس بيحصل في سن الشباب ما بعد العشرينات إنما الموضوع أصلًا بيبدأ مع الطفل وهو صغير وواحدة واحدة بالنمو والتجارب يبدأ يكتشف إنه مبيعملش حاجة من اللي هو عاوزها فيتجه الاتجاه التاني وهو إنه يكفر بفكرة الخطة نفسها بالكلية ودي مشكلة .
وكأن نقطة إنطلاقهم في ده جايه من قول الشاعر :
" عزوفاً عن الدنيا ومن لم يجد بها, مراداً لآمال تعلل بالزهد " .
كون الخطط في كثير من الأحيان بتفشل ده مش معناه التنازل عن الفكرة بالكلية ، ممكن تكون أنت كل مرة بتستخدم نفس المعطيات اللي استخدمتها في أول مرة وبالتالي بتقع في نفس الأخطاء وبالتالي كل الخطط اللي حضرتك عملتها هي نفس الخطة وإن اختلفت الحاجات اللي أنت بتعملها وإن حلفت إنك هتلتزم بيها مرة واتنين وبعدين نسيت تصوم ، وأعتقد إنه زي ما بيقال شيء عجيب إنك تكرر نفس الطريقة وتظن إنك هتوصل لنتايج مختلفة .
كام واحد فشل مرة واتنين وتلاتة إنه يحط خطة ف قرر إنه يقرأ كتاب واتنين وتلاتة في الموضوع علشان يقدر يعمل ده ؟ ، كام واحد لما بيفشل في إدارة وقته بيقرر إنه يفرغ يوم أسبوع شهر علشان تقدر تعمل ده ، بتاخد قد إيه وقت أسبوعيًا تقعد مع نفسك كده وتشوف المشاكل اللي بتمر بيها من ناحية الإنجاز وإزاي تقدر تتغلب عليها ؟
في الغالبية العظمى من الناس الناس بتبقى مأنتخة على السرير وبتشتكي أصلًا مع إن الطريق مفتوح والعلام مش بفلوس ولا حاجة .
ألف باء علشان توصل لشيء إنك تبقى عارف أنت عايز إيه ، تبقى عارف الهدف الأساسي اللي أنت عاوز تمشي فيه ، من غير الهدف العام ده فأنت حرفيًا غرقان في بحر الغدر ، الموضوع عامل زي الراجل اللي ركب التاكسي وقاله تاخد كام وتوديني فين .. أنت مش عارف أصلًا أنت عاوز إيه ، أو زي ما بيقوله اللي مش عارف هو رايح فين كل الطرق مش هتوصله .
وبالتالي لازم يبقى في هدف عام أو رؤية كلية حضرتك مهتم بيها ، وإلا حتى لو قطعت خطوة واتنين وتلاتة في شيء وأنت مش عاوزه بتبقى مشتت ومضطرب ومش بتستفيد بالقدر الكافي .
نيجي للنقطة التانية وهي بعد م أنت خلصت الهدف العام وهي إنك تعمل خطة للوصول ل ده .
شيء عجيب جدًأ إنك تكون كل اللي كنت بتعمله من ناحية الكتب أو الوثائقيات أو الدورات أو غيره = صفر ، وأنت لما تيجي تحط خطة تخلي الخطة إنك هتشتغل عشر ساعات في اليوم م هو ده شيء عجيب والله !
الفكرة - وقولنا ده ألف مرة والواحد حاسس إنه عنترة شغال في الخلفية وعمال يقول هل غادر الشعراء من متردم أم هل عرفت الدار بعد توهم - إنك عندك طريقين للبداية
- إما إنك تتوكل على الله وتروح تختار معدل متوسط للي أنت عاوز تعمله وليكن أنت عندك عشر ساعات فاضيين يوميًا متروحش تكبس شغل في العشر ساعات يعني . .
خد حد متوسط ، والمتوسط مش معناها خمسة لا المتوسط ده بالنسبة لوضعك الحالي مش بالنسبة للوقت اللي أنت فاضي فيه . .
خد حد متوسط ، والمتوسط مش معناها خمسة لا المتوسط ده بالنسبة لوضعك الحالي مش بالنسبة للوقت اللي أنت فاضي فيه . .
ف مثلاً هتلزم نفسك ب 3- 4 ساعات يوميًأ . . كحد متوسط وتبدأ تجرب ومع التجربة هتبدأ تعرف أنت محتاج تزود المدة ولا تقلل المدة .
- أو تتوكل على الله برضه وتعمل الحل التاني وهو أحسن لو أنت بتبدأ إنك تحدد نص ساعة أو ساعة بس يوميًا وتلتزم بيها وتخليها جزء من روتينك الثابت لفترة من الوقت ثم تبدأ كل أسبوع تزود شوية بشوية لحد ما الأمور تبقى مستقرة بالنسبالك وتوصل لمعدلك اللي هتقدر تلتزم بيه ..
دي كده كخطوة أولى قبل ما تبدأ تعمل خطة مكونة من ألفين بند وتركنها على الرف ، وتبقى حاطط في دماغك إن المعدل مش ثابت وطبيعي جدًا إنك تزيد أو تقل حسب الظروف والالتزامات التانية وتبقى عارف إن ما لا يدرك كله لا يترك كله وهنا نبدأ نقول إنك عملت خطوة .
إنما أنت لو مستني الأجازة علشان تسحل نفسك طول اليوم وهتكسر الدنيا وهتخلص العالم وانت معدلك الطبيعي صفر ف ده ربما يكون شيء من السخف ، ابدأ صح والباقي على الله .
إرسال تعليق