من أكثر الحاجات اللي فادتني بشكل كبير جدًا في حياتي الجامعية من بدايتها لنهايتها هي فكرة " عدم الخوف من مواجهة الجمهور ( أي جمهور ) " .
في أول ترم في أول سنة ليا في الجامعة - اللي انتهكت كثير من قوتي وحقوقي - كان عندنا بحث في الهستولوجي عن " Microtubules and microfilaments "
وكنا لسه تقريبًا كلنا منعرفش بعض يعني ، وفجأة تلاقي إن أنت مطلوب منك تتجمع مع مجموعة من البنات والأولاد وتبدأ تتناقش علشان تشوفوا مين هيجمع ومين هيطلع يشرح وما إلى ذلك .
أنا بطبيعتي خجول شويتين ، وبتحرج بشكل كبير وده كان زيادة زمان يمكن دلوقتي الوضع بقى أفضل ، وكمان أنا كائن إنعزالي ممكن تسيبني في أوضة مقفولة وتجبلي أكل وشرب بس وأنا ممكن أكمل حياتي بسلاسة ما بين كتبي بدون الحاجة للخروج كتير إضافة لده إني عندي نفور عام من البشر على الأرض ومبحبش أكون اجتماعي إلا بقدر ضئيل . . كل دي كانت عوامل بتقول إني المفروض يبقى عندي فوبيا من مواجهة الجمهور لكن العكس كان حاصل .
فأول برزنتاشن كان مطلوب مني أنا وبنت إننا نشوف مين فينا اللي هيشرح وقالوا نعمل بروفة كده سريعة علشان باقي الجروب يختاروا واحد فينا يشرح . .
عملنا التجربة وكنت وقتها مهتم أكثر وعملت شغل كويس واختاروني وطلعت عملت البرزنتاشن ووقتها بقيت حد إلى حد ما معروف ودخل معيد صورني ورفعلي الصورة على الفيس وكانت فاتحة خير عظيم .
أنا اشتغلت مدرس وأنا في سنة أولى برضه ، وكنت بشرح المناهج من قبلها بزمن يعني ومعظم مذاكرتي كانت تعلم ذاتي وكنت سعيد ب ده وبغيب براحتي من كل الدروس والمدرسة وغيره ومع ذلك كنت في الترتيب دايمًا وكذلك الطالب المثالي وأنا مبحضرش
وده خلى عندي قدرة على مواجهة الجمهور والكلام لساعات بدون تحضير تطور مع الوقت لدرجة إني ممكن أقعد قدام كاميرا بالأربع ساعات بتكلم في موضوعات مختلفة بدون الحاجة للتوقف أو المراجعة .
في الإطار ده لما تدخل في وسط ناس في سن معين أغلبهم أو جلهم عندهم خوف شبه مرضي من مواجهة الجمهور ده بيخلي الشخص مميز بقدر ما بين الناس اللي موجودة .
أول حاجة كنت بفكر فيها وأنا على الاستيدج إن ممكن الناس دي تضحك عليا ، ولأني عندي نفور عام أصلًا مبقاش فارق معايا كتير حد يتريق أو ميتريقش وإن كان في العادي محدش بيتريق أصلاً بس الإنسان بيبقى خايف إن الناس تتريق عليه ودي اتغلبت عليها بمعلومية إن حتى لو اتربيقوا مش مهم ده عادي الناس عموماً مش مهمين ولا رأيهم فيا كذلك . . بعد فترة اعتدلت الرؤية دي لكـن ده وقتها كان ضمانة إني أقدر أقف مرتاح .
النقطة الثانية إني خايف إني أغلط وأنا بقول معلومة . .
والنقطة دي اتغلبت عليها عن طريق إني معملش البوربوينت ولا ابتدي شرح إلا أما أكون أتقنت الموضوع كويس . .
والنقطة دي اتغلبت عليها عن طريق إني معملش البوربوينت ولا ابتدي شرح إلا أما أكون أتقنت الموضوع كويس . .
يعني أدخل يوتيوب أشوف كل الموضوعات - حرفيًا - اللي اتكتبت عن موضوع ما ، عرفت المعلومات دي أشوف لو في مقالات أو كتب أو أبحاث علمية في نفس النقطة ومن كل ده أسجل عناوين بس معايا وأفكار بتجيلي وأنا شغال ولما أخلص خالص أبدأ أجمع المعلومات المكثفة اللي أنا هستفيض في شرحها وأحطها في البور بوينت وبالتالي المصادر موجودة ف مش هيكون الكلام في ذاته غلط ، وأنا كاتبها وبستفيض في شرحها يبقى برضه كلامي هيبقى أغلبه صحيح ، طيب لو غلطت في معلومة مثلًا وأنا بقول ؟
عادي بقى منا استوفيت الممكن ، وبعدين م الدكتور نفسه بيغلط إيه المشكلة يعني ف طبيعي جدًا .
النقطة التالتة إني كنت ببقى خايف جدًا إني أكون ممل ، خايف إني أقف قدام الناس واتكلم والناس بتلعب في الموبايل أو مش منتبهين أو مش مهتمين وللأسف أنا شخصيًا مبحضرش المحاضرات إلا ما يسد الرمق يعني ( اللي مجبر عليها ) ولو حضرت ببقى نايم ( أنا علطول من الأوائل أو من الأفضل دايمًا ف متظنش إني ساقط يعني ) لكـن أنا مش عاوز إني أكون زيهم . .
بدأت أهتم جدًا بالبوربوينت اللي أنا أصلاً كنت شغال عليه من قبلها ب 5 سنين ف اتعلمت إزاي أعمله ميكونش مبهرج وملفت من حيث الاسلايدات فالناس تنشغل بيه عن الكلام اللي في الاسلايد . .
ميكونش عدد الاسلايدات كتير
ميكونش كمية الكلام اللي في الاسلايد كتيرة
الاسلايدات فيها صور توضيحية كتير
معتمدش بس على الكلام اللي في البور بل البور يبقى أقرب للعناوين والكلام البسيط وأنا بشرح
مقفش أبص للبور بوينت وأسيب الطلبة لا أبص للطلبة في عينهم واخليهم مركزين معايا واللي عاوز يسأل يسأل
محطش الاسلايدات بألون مختلفة وميبقاش في حاجات متحركة كتير
لو في فيديو توضيحي أفضل من أي شيء تاني
كمان مقدمة المحاضرة لازم تكن مميزة بشكل ما
فمثلاً عاوز أشرح مرض " chorea " ف أجبلهم صورة " الست كوريا " بتاع عسكر في المعسكر في أول اسلايد ، هشرح " EMG و NCS " فأجبلهم صورة الـموداليتيز بتاع " الكترو مان ، وأكوا مان " في أول اسلايد ، هعمل محاضرة عن " Low back pain " فأكلمهم الاول عن الآلام النفسية ومنها انطلق للألم الجسدي وأكمل في المحاضرة .
فمثلاً عاوز أشرح مرض " chorea " ف أجبلهم صورة " الست كوريا " بتاع عسكر في المعسكر في أول اسلايد ، هشرح " EMG و NCS " فأجبلهم صورة الـموداليتيز بتاع " الكترو مان ، وأكوا مان " في أول اسلايد ، هعمل محاضرة عن " Low back pain " فأكلمهم الاول عن الآلام النفسية ومنها انطلق للألم الجسدي وأكمل في المحاضرة .
مدة المحاضرة متبقاش كبيرة ولو هتبقى كبيرة أفهمهم في الأول ، وأعتمد إني أذاكر المحاضرة بشكل كويس وأني أعتمد على المخططات اللي بعد كل نقطة بتركز على العناوين الرئيسية بحيث الطالب يطلع مدرك على الأقل الأساس اللي هيحفظ تحته .
أركز أكتر على الحفظ اللي بييجي بعد الفهم ، مش الفهم وفقط ، ومش حفظ بدون فهم .
أشركهم معايا في المحاضرة بشكل ما عن طريق إني أسأل وحد يجاوب ونتناقش في النقطة ومتكبرش علشان أنا ربما أكون أقلهم كمان .
ومن هنا قضيت برضه على قضية الملل اللي ممكن الحاضر يحس بيها
وبرضه التنويع في الصوت ومهارات الإلقاء عمومًا الفطرية والمكتسبة عظيمة في السياق ده
كل ده في الآخر بيضمنلك إنك تأدي بشكل كويس جدًا ، والناس تطلع عندها ثقة فيك أكبر من اللي المفروض تكون موجودة من لقاء واحد .
في نسبة من الناس هتفضل مش مهتمة لإنها مش مهتمة ولكن النسبة دي بتقل جدًا مع مراعاتك لأساليب تجذبهم وبتزيد جدًا لما تبقى دكتور جامعة ، لدرجة إنك ممكن تكره طالب مهتم وبيحب مادة في المادة دي .
إرسال تعليق